روائع مختارة | واحة الأسرة | نساء مؤمنات | زينب الغزالى.. بعيون من عرفوها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > نساء مؤمنات > زينب الغزالى.. بعيون من عرفوها


  زينب الغزالى.. بعيون من عرفوها
     عدد مرات المشاهدة: 2505        عدد مرات الإرسال: 0

زينب الغزالى أحد صروح الدعوة الإسلامية في القرن العشرين، داعية إسلامية من طراز فريد، وشخصية من النادر أن تتكرر.

تحملت في سبيل دينها الكثير، تذكرنا بالرعيل الأول من الصحابيات الجليلات أمثال سمية وأسماء والخنساء وغيرهن.

نشأتها:

ولدت في أسرة متدينة فأبوها الشيخ محمد الغزالى الجبيلى العالم الأزهرى الذى ينتهى نسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهي أول بنت لأبيها بعد أشقائها سعد الدين وعلى ومحمد ثم جاء بعدها سيف الدين وحكمت وحياة.

وقد اهتم والدها بها اهتماما كبيرا، وكان يأخذها معه في مجالسه الخاصة وهى لا تزال في سن الرابعة والخامسة وحتى وفاته قبل أن تكمل عامها الحادى عشر، وقد رأي والدها رؤيا أنه كان يحملها بين يديه.

وبينما هو يسير في طريق مليء بالوحل والطين، سقطت منه الطفلة، فانزعج أشد الانزعاج، وقبل أن يهم بالتقاطها من الوحل والطين، إذا بيدين تحملان المولودة في لفلفة بيضاء دون أن تدنس أو تقع في الطين، ويقول حاملها:  لا تخف أنا جدها عمر بن الخطاب.

وحول آراء رفيقات دربها كان لموقع رسالة المرأة هذا التحقيق.

عاشت للدعوة:

تقول عليّة الهضيبى:  بدأت علاقتها بأسرتنا منذ عام 1954 فكانت تزور والدتى باستمرار وتقضى معنا أوقاتًا طويلة في منزلنا، وقد اعتقلت معها عام 1965 في السجن الحربى وفى زنزانة واحدة لمدة 15 يوما.

وكانت معها حميدة قطب فكانت الزنزانة لا يوجد فيها اضاءة وفيها حشرات وفئران وكنا ننام على الارض، ورغم ذلك كانوا يأخذوها يوميا من الزنزانة ليعذبوها ثم تعود مرة أخرى وعليها آثار التعذيب، ولم يكن التعذيب بدنيًا فقط بل كان نفسيا وإنسانيا رهيبا بكل المقاييس.

ورغم ذلك كانت ثابتة على الحق وشديدة الصلابة والصبر، وكانوا يمرروها على تعذيب الإخوان في نفس السجن، فكانت تدعو لهم بالصبر والثبات وتشد من أزرهم.

وبعد 15 يوم نقلوها من السجن الحربى إلى سجن القناطر، ومكثت في السجن لمدة شهرين وأفرجوا عني لانى كنت حامل، ولم يفرجوا عن والدتى ولا والدى ولا إخوتى في ذلك الوقت، حيث كانت التهم الموجه لوالدى حسن الهضيبى مساعدة أسر الاخوان.

القدوة الحسنة:

وأضافت الهضيبى: تعلمت من الحاجة زينب الشجاعة والإخلاص والصبر والثبات، فكنت أطلب منها النصيحة دائما وخاصة بعد وفاة والدتى فكانت بالنسبة لى الام والقدوة.

نموذج فريد:

وتابعت:  هى نموذج فريد من الصعب تكرارها بكل المقاييس فقد تزوجت من الحاج محمد السالم السالم - رجل اعمال ومن الاخوان المسلمين- فكانت الزوجة الثالثة واشترطت عليه عند الزواج ألا يطلق أيًا من زوجتيه.

وأن يقسم حياته بين الثلاثة بالعدل، حتى بعد أن توفى ظلت ترعى زوجتيه، وتبرهما وتشاركهما الأفراح والأحزان، كما كانت ترعى ابنته الوحيدة صفية وتطمئن عليها باستمرار، حتى إنها زوجت ابن صفية إلى إحدى حفيدات شقيقتها حياة.

الإنسانة:

وتقول الحاجة عائشة ابنة شقيقتها حياة:  كانت عندى أغلى من والدتى، فقد عشت معها سنوات طويلة حتى توفاها الله، فكانت شديدة التواضع والبساطة.

إذا دعت إلى طعام، قامت على خدمة الضيوف، ولا تترك أحدا غيرها يقوم بهذه المهمة، وكانت لا تأكل إلا إذا تأكدت أن الخدم يأكلون من نفس الطعام.

وأضافت: كانت شديدة التسامح مع جميع الناس مهما تعرضت للإيذاء وتردد دائما قوله تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).

كما كانت تحب دعوتها لأخر لحظة في حياتها فكانت صامدة مثابرة، فرغم مرضها وظروفها الصحية كانت حريصة على لقاء الأربعاء للبنات والنساء، فما ضعفت وما وهنت.

واختتمت: ومهما تحدثت عنها لن أوفها حقها، لذلك أرفض عمل مسلسل يتحدث عنها لأن زينب الغزالى أكبر من أي أحد يمثلها.

رائدة العمل الاجتماعى:

و من جانبها تقول عزة الجرف عضو مجلس الشعب:  تتلمذت على يديها على مدار  15 سنة، فكنت طالبة بالصف الثالث الإعدادى وتواصلت معها من خلال مقالاتها في مجلة الدعوة، وكنت حريصة أنا ومجموعة من البنات على حضور درسها الاسبوعى (حديث الثلاثاء).

فكانت تتولانا بالرعاية والعناية حتى حصلت على الثانوية العامة، وعرفتنى بزوجى الصحفى بدر محمد بدر الذى كان المستشار الاعلامى لها منذ عام 1982 وحتى وافتها المنية يوم الثامن والعشرين من جمادى الآخر عام 1426 هجريا الموافق الثالث من اغسطس عام 2005.

قدوة معاصرة:

وأضافت الجرف:  شجعتنى على دراسة علم الإجتماع وذلك من خلال جمعية السيدات المسلمات، فقد تعلمت منها كيفية حل المشاكل الأسرية، فكنت أساعدها أنا وزوجى من خلال باب حل المشاكل في جريدة الشروق الجزائرية، فضلا عن أننى تعلمت منها حب الدعوة والتضحية ونقاء الفكرة وقوة الحجة.

وتابعت: فقد وجدت فيها صورة عصرية لصحابية كأنها كانت من عصر الصحابة، فقد كان بيتها مفتوحًا لكل الناس، وعاشت عمرها كله لفكرتها ودعوتها.

فكانت نموذجًا مبهرا لامرأة تعرضت لكل أنواع العذاب دفاعا عن الاسلام، ورغم ذلك صامدة قوية مثابرة في سبيل دعوتها إلى الله.. رحمها الله تعالى.

الكاتب: مي محمود

المصدر: موقع رسالة الإسلام